صدرت في البداية كثلاث روايات منفصلات هم بالترتيب: أطفال بلا دموع عام 1989، وقمر على المستنقع عام 1993، وعيون البنفسج عام 1999، وقد ضم الكاتب رواياته الثلاث عام 2009 في كتاب واحد تحت عنوان ثلاثية علاء الديب في عام 2009.
الثلاثية تتحدث عن إحدى الأسر المصرية، بل وتتوغل بداخلها وداخل صراعاتها، صراع الأفراد مع بعضهم البعض، أمنياتهم الشخصية، انكساراتهم، وماضيهم الذي يطاردهم كل حين وحين، ثم كيف انتهى بهم الحال وكيف أثرت تلك الصراعات على الأولاد فيما بعد.
الجزء الأول يُروى على لسان الأستاذ منير فكَّار المنفصل عن زوجته وأولاده في أجازته القصيرة إلى مصر يبقى وحيدًا في بنسيون لا يمت للفخر بصلة، يجلس وحيدًا مسترجعًا لبعض ذكرياته وبعض معارفه.
يرى منير فكار أن زوجته كانت متعالية تنفر من تصرفاته وملابسه وكيف لم يرغب هو سوى أن يعيشوا معًا، لكنها رحلت وأخذت أولادها معها.
يقول أنهم صاروا يكرهونه بسببها، كيف أنه عاد لمصر محملًا بهدايا لأولاده لم يتمكن من إيصالها لهم، كانت ترفض أوامره وعندما طلب منها أن ترتدي الحجاب رفضت، ثم بعد الطلاق أخذت أولادها ورحلت.
في الجزء الثاني تأتِ الرواية على لسان سناء فرج زوجة منير، تتحدث عن علاقتها الفاشلة بعزيز ثم زواجها من منير ومن ثم الطلاق ثم علاقتها بهاني الذي يريدها زوجة ثانية.
تروي ما حدث لها بعد الطلاق كيف حاولت أن تلملم شتات نفسها، أنها استطاعت أن تأخذ الشقة “من فم الأسد”، أضاعت عشر سنوات في زيجة أرهقتها وزوج لم يفهمها أبدًا وكل ما كان يريده هو المال.
في الجزء الأول كانت رواية الأحداث من وجهه نظر منير في الجزء الثاني كانت من وجهه نظر سناء، يمكننا أن نلاحظ بشدة كيف يمكن لذات الموقف والحدث أن يُفسَّر بطريقتين مختلفتين بل متضادتين تمامًا.
من المخطيء؟ لا أحد، أو الاثنين، لكن لا واحد منهما دون الآخر، كان لكل واحد منهما رأي مخالف قبل الزواج؟ أو أن الوجوه الحقيقة ظهرت بعده، ربما كانت تعلم سناء أنه يحب المادة ويسعى لها – لكن ليس لهذا الحد – ربما كان يعلم منير فكَّار أنها من طبقة مختلفة عنه تمامًا لكنه أعتقد – لا بأس ولا شيء يبقى على حال، ستتغير.
بالنظر للجزئين كل طرف يرى أن الآخر هو الظالم وأنه المجني عليه وقد ضغط على نفسه كثيرًا لتستمر تلك العلاقة لكن دون جدوى، كل واحد منهما يرى أن تلك العلاقة أخذت منه الكثير ولم تعطه شيئًا سوى الأسى والدمار الداخلي.
نحن نشعر أحيانًا أن الكوكب والناس يتآمرون علينا، وأننا أشباه ملائكة وقد نُعصم من الخطأ، نوايانا التي لم نفصح عنها، تعابير وجوهنا التي لا تعبَّر جيدًا عن المقصود وكلماتنا التي تخذلنا، ربما لو دخلنا إلى عقل الآخر أو دخل الآخر إلى عقولنا لحدث نوع من التفاهم.
الأسباب التي تدفعنا لفعل شيء دون الآخر، لقول كلمة ما، لا أحد يدركها سوانا، ربما لو كنَّا أكثر وضوحًا، أكثر صراحة، أقل خوفًا من ألا يستوعبنا الآخر، ألا يصدر أحكامًا علينا، لو كانت الأمور هينة بعض الشيء.
ربما لو أحسنا الاختيار منذ البداية ولم يبنِ كل منهما حياة على احتمال ما قد يكون أو يتغير لا على ما هو واقع بالفعل.
الجزء الثالث هو عيون البنسفج الراوي بها هو تامر ابنهما، تامر ولمياء كانا ثمرة زواج منير وسناء، ماذا يمكن أن نتوقع أن يكون؟
تامر حاول أن يكون شاعر – ولم يكتمل، تزوج لكن زواجه لم يدم أكثر من تسعة أشهر وغادرته زوجته ومكث هو في قوقعته فاقدًا لأي همَّة للحراك.
لمياء تزوجت من رجل ثري، ربما اعتقدت الصغيرة أن المال هو الحل، لطالما عاصرت خلافات أبويها على المال وحرص والدها الشديد عليه، لكنها لم تلبث أن اكتشفت الوجه الآخر لزوجها الذي كان يعاملها أسوأ معاملة.
هل بوسع أحد أن يُلقي اللوم على الأبوين؟ هل بوسعنا ألا نلومهم من الأساس؟