ربما عليك أن تكلم أحدًا
.
لوري غوتليب هي معالجة نفسية و صحافية وكاتبة ، من مواليد ديسمبر 1966
ربما عليك أن تكلم أحدًا من اصدار عام ٢٠١٩ ،و تم ترجمته في عام ٢٠٢٠ عن دار التنوير .
الكتاب رغم كبره ” حوالي ٥٢٥ صفحة ” إلا أنه رحلة نفسية لطيفة وممتعة للغاية ،الجميل في الكتاب أنه لا يتناول المشاكل النفسية أو الطرح النفسي بشكل معقد كما بكتب أخرى قد تكون أكثر تخصصًِا فعلاً لكن يصعب فهمها لغير المتخصصين، إنه هنا بشكل مبسط بما يكفي ليسهل فهمه واستيعابه جيدًا..
يسير الكتاب في اتجاهين :
الاتجاه الأول : الحالات التي تذهب للوري كي تتلقى العلاج .
الإتجاه الثاني : تلقي لوري نفسها للعلاج .
وفي الحالتين فالأمر ممتع، لأنك لا تشعر أنك تقرأ كتابًا عن علم النفس أو المعالجة النفسية ، بل هناك شعورًا بأنها أقرب للرواية، أقرب للحكي ، وفي بعض الأحيان كسيرة ذاتية “روت الكاتبة تفاصيل عملها كمعالجة نفسية وكيف تنقلت بين عدة مجالات حتى استقرت به ” ، أو حتى سيرة مبسطة ومختصرة للحالات التي عرضتها أثناء الكتاب .
” أتساءل إن كنت تحزنين على أمر يفوق خسارتك لخليلك”
يقول: ” ويندل ” وهو الاسم الذي أطلقته لوري على طبيبها النفسي وليس اسمه الحقيقي ، هذا ما يقوله لها في بداية رحلتها العلاجية ، فقد ذهبت إليه بعد أن تعرضت لانفصال عاطفي غير متوقع ” كما قالت ” ولم تتحسن حالتها بمفردها فقررت اللجوء للعلاج ” في الوقت ذاته الذي كانت لوري نفسها تعمل كمعالجة نفسية “.
حسنًا،كم من الأشياء التي نشتكي منها معتقدين أنها سبب ما نمر به ؟ أو بمعنى أصح إننا دائمًا ما نميل للاعتقاد بأن المشكلة الحالية هي سبب حزننا وتعبنا، متجنبين تماماً آلاماً أخرى، مشاكل أخرى داخلنا ، قد تكون المشكلة الحالية مؤلمة فعلاً، لكنها ليست السبب الوحيد لما نمر به من مشاعر سيئة ، لأننا أحياناً كثيرة ما نتجنب ما يحدث معنا .
الكثير من الأسئلة المطروحة التي ستوجه إما للوري،أو ستوجها لوري لمرضاها،أسئلة بإجابات لاحقة يتوقف عندها المرء كثيرًا.