الأشياء تتداعى هي رواية إفريقية لـلكاتب “شينوا أتشيبي”، وهي تجربتي الأولى في قراءة الأدب الإفريقي وأعتقد أنها تستحق التوثيق.
مبدئياً الأدب الإفريقي ذو نكهة خاصة جداً، بقدر ما بدا لي مُختلفاً بقدرِ ما حمَل بين طيَّاتِه انعكاساَ واضحاً وصريحاً وحقيقاً لما لهذهِ البلدان من ثقافةِ مخالفة عنًّا.
في مُقدمة الرواية هناك مُقدمة طويلة نسبياً إلا أنها مفيدة لما جاء فيها من معلومات عن الأدب الإفريقي عامةَ.
أذكر منها :
بدأ الاهتمام بالأدب الأفريقي في منتصف الأربعينات “في إنجلترا وفرنسا” ومن ثمَّ بدأ الانتقال إلى العالم العربي لكن كبضع مقالات ليس أكثر، وبعض ترجمات لقصائد أو قصص قصيرة.
يمكن تقسيم الأدب الإفريقي الحديث من حيث اللغة التي يكتب بها إلي قسمين:
الأول: قسم باللغات المحلية “غير منتشر لصعوبة الترجمة”
الثاني: قسم للغات الأوروبية المتعددة “الفرنسية، البرتغالية، الإسبانية، الإنجليزية”
الانطلاقات الأولى في مجال خلق الأدب الإفريقي أطلقها كتاب ليسوا إفريقين بل كًتاب سود من منطقة البحر الكاريبي.
من أهم ما يُميز الأدب الإفريقي أن له شخصيته الخاصة واهتماماته الخاصة بالإضافة إلى تلك الصفات التي تجعل منه أدباً عالمياً يستمتع به الإفريقي وغير الإفريقي، من أهم ما يعالج فكرة غزو الجضارة الأوروبية للحياة الإفريقية وقضاؤها في كثير من الأماكن على نوع متميز من الحياة له تقاليده ومعتقداته. فهو أدب إنساني يصوَّر الواقع من ناحية والماضي من ناحية أخرى ولكنه في كلتا الحالتين يرنو إلى مستقبل أكثر استقراراً وشعوراً بالأمنِ والانتماء إلى أرض وحضارة عريقةٍ باقيةٍ.
أما عن شينوا أتشيبي حازت أولى رواياته “الأشياء تتداعى” على نجاح كبير حين نشرت في عام 1958 وهي الآن من الروائع الأدبية.
للكاتب أعمالٌ أخرى منها:
• لقد مضى عهد الراحة
• سهم الرب
• ثم أخيراً رجل من الشعب “ابن الشعب”
• كثبان السافانا
الأشياء تتداعى تروي قصة “أوكونكو” الذي كان يعيش في إحدى القبائل، يصوَّر الكاتب ببراعة أسلوب المعيشة، بل العادات والتقاليد، بل المعتقدات الدينية والقبلية، ينقل صورة لما كان يبدو عليه الوضع آنذاك في مسرح الأحداث الأفريقية.
يُجسِّد أيضاً الفترة التي بدأ فيها “الرجل الأبيض” الظهور على ساحة الأفارقة، مفهوم الرجل لديهم وكيف أنه عاش ومات طيلة حياته خوفاً وحرصاً على ألا يكون مثل والده ” الذي كان كسولاً جداً”.
مدى تأثرهم بالمعتقدات الدينية بل والخرافات التي انتشرت ومدى سطوتها عليهم للحد الذي جعل من “أوكونكو” يقتُل أولاً ويُنفى خارج القبيلة ثانياً.
في آخر الرواية يتطرق الكاتب إلى شيء آخر تماماً وهو بداية دخول المسيحية، وكيف استقبلتها القبيلة؟ بل وكيف كانت ردود أفعالهم تجاه من خرج عن طوعِهم وأصبح مسيحياً، لا أريد أن أتحدث عن الأحداث أكثر حتى لا أحرقها للقراء.
الرواية ككل نكهة مُختلفة كلياً عن الروايات الأخرى، الأدب الإفريقي عامةً له بصمة خاصةٍ.
لقراءة الرواية: من هنا