هذه الليالي آلةٌ كاتبةٌ
.تحفرُ حروفَها بعنفٍ في روحي
ألف باء
أبتسمُ مثلَ فأسٍ للرسالتيْنِ اللتيْنِ تأخّرَتا ألفَ سنةٍ ضوئيّةٍ
لقفّازاتٍ لم تتشبّث بأحد
لأشواقٍ بنسمةٍ تتلاشى
لضغائنَ في طيِّ كرتونةٍ خفيفةٍ
لضحكَاتيَ المعتّقةِ في جرحِ زجاجة
لحضنٍ أخيرٍ عندَ مدخلِ موقفِ السيّاراتِ
،ألف باء
أبكي لأنّ القدرَ قنّاصٌ أعمى
لأنَّ المرأةَ التي ضحكت لي بشساعةِ الثلجِ
.تبكي كغديرٍ بينَ الجدران
.ولأنّني نهرتُ كلبًا مهرولًِا نحوي، لأنّني أحيانًا أخاف
لأنّ الندمَ شاهقٌ كنافذةِ نبيذٍ
لأنّ الناسَ ينكسرونَ أسوةً بالأواني
لأنّ الحواسَّ تخطئُ وتورّطُنا
ولأنّ خُطى أرنبِ الطفولةِ توقّفَتْ فجأةً
.بسببِ بطّاريّةٍ مُطْفَأَةٍ، في منتصفِ طريق
،كأنّما روحي ردهةٌ تطولُ بالأنين
،ألف باء
:أبني بيتًا من الكلماتِ وأسكنُهُ
عبثثًا أحاولُ محاورةَ الألم
في أعماقي أغنّي
،وكأنّي أشدُّ الحيتانِ وحدة
عبرَ قلبي يمرُّ الغرباءُ
.دونَ أن يكتملَ قلبي